دروس التاريخ السنة السادسة أساسي
الصراع العثماني الإسباني على البلاد التونسية وانتصاب العثمانيين
بتونس
|
|
|
أسباب الصراع:
أ - الأسباب الخارجية:
توضّح الخريطة وجود قوّتين عظمتين حول البحر الأبيض المتوسّط وهما
الإمبراطوريّة العثمانيّة والإمبراطوريّة الإسبانيّة. لذلك، كان التنافس
بينهما شديدًا حول السيطرة على البحر نظرًا لأهميّته الكبيرة في التّجارة
الخارجيّة. بحثت كلّ من الإمبراطوريّتين عن الهيمنة على البلاد التّونسيّة
بسبب موقعها الإستراتيجي المطلّ على البحر الأبيض المتوسّط ونشاط البحّارة
التّونسيّين في القرصنة التي كانت تهدّد مصالح الإمبراطوريّتين.
ب - الأسباب الدّاخلية:
كان السلطان محمّد بن الحسن الحفصي، الذي كان يحكم البلاد التّونسيّة،
جائرًا ومنشغلا باللهو والمجون عن أمور الرعيّة. زادت الضرائب التي فرضها
على الرعيّة شعورهم بالقهر، مما أدى إلى ثورة ضده وانشقاق العديد من
القبائل عن الحكم.
مراحل الصّراع:
أ - المرحلة الأولى:
سيطرة الإمبراطوريّة العثمانيّة على البلاد بعد أن أرسل السلطان العثماني
القائد خير الدّين بربروس سنة 936هـ الموافق لـ 1529م. دخل بربروس البلاد
دون مقاومة واستولى على الملك، ودعمه السلطان العثماني ورسم اسمه على
العملة، وهرب السلطان الحفصي.
ب - المرحلة الثّانية:
بعد محاولات السلطان الحفصي لاستعادة الحكم وفشله، هرب وطلب المساعدة من
شارل الخامس، الذي بعث جنوده لافتكاك البلاد من العثمانيين. نجحت الحملة
الإسبانية في سيطرتها على البلاد وحكمتها بقسوة، وهرب بربروس إلى
الجزائر.
فبعد أن قام السلطان الحسن الحفصي سنة 1534م بعدّة محاولات لاستعادة الحكم من العثمانيين والّتي باءت كلّها بالفشل رغم مساندة مجموعة من الأعراب، هرب ولجأ إلى إسبانيا، وطلب المساعدة من شارلكان أو شارل الخامس فلم يتردّد هذا الأخير في بعث جنوده لافتكاك البلاد من العثمانيين نظرا لأنّه خاف من مزيد توسّع النفوذ العثماني في المنطقة، فقاد حملة كبيرة سنة 1535م كلّلت بالنّجاح، وسيطروا على البلاد وعاث فيها الجنود الإسبان فسادا حيث دمّروا المساجد والمدارس. أمّا خير الدّين بربروس فقد هرب إلى الجبال مع مقاتليه ثمّ هرب إلى الجزائر، وأصبح السلطان الحسن الحفصي مجرّد آلة في يد الإسبان، ممّا دفع بابنه أحمد لافتكاك الحكم من أبيه سنة 1543م وظلّ يحكم البلاد حتّى داهمه الوالي العثماني على الجزائر وسيطر على مدينة تونس . ولمّا طلب السلطان الحفصي المعونة من الإسبان اشترطوا عليه اقتسام الحكم، وأمام رفضه تمّ عزله، وولّي مكانه أخاه أبا عبد الله محمّد سنة 1573م حتّى سنة 1574م حيث أصدر السلطان العثماني الأوامر إلى وزيره سنان باشا بالتّوجّه إلى البلاد التونسيّة واسترجاعها.
ج - المرحلة الثّالثة:
نجح الوزير العثماني باسترداد البلاد بمساعدة من الجزائر وليبيا، وسيطرت
الدولة العثمانية على تونس نهائيًا.
نتائج الصّراع:
أمام الهزائم المتتالية للجيوش الإسبانيّة، غادرت القوات الإسبانية شمال
إفريقيا وتوجّهت نحو القّارة الأمريكيّة. تحوّلت تونس إلى ولاية عثمانيّة
وتركّز الحكم العثماني فيها، وتمّ تنظيم الحكم بوجود مقاتلين عثمانيين
وقيادات محليّة تحت إشراف السلطة العثمانيّة.
فخطب الخطباء على المنابر باسم السلطان العثماني وكُتِب اسمه من جديد على
العملة، وتمّ ترك 4 آلاف مقاتل عثماني من جيش الإنكشاريّة لحماية البلاد
يقودهم الآغا، وسمّي على كلّ 100 منهم قائدا يسمى الدّاي. أمّا الجهات
فيحكمها أمير اللّواء الّذي يسهر على تسيير أمورها وجمع الضرائب فيها ويسمى
الباي، أمّا الباشا فهو الّذي يشرف عليهم كلّهم.
تحميل درس الصراع العثماني الإسباني على البلاد التونسية وانتصاب العثمانيين بتونس
;
تعليقك
أسفل الصفحة على موقع مسار التميز- سواء كان تقديرًا أو انتقادًا - يسعدنا كثيراً، ونرجو مساهمتك في
نشر المواضيع التي تراها مفيدة لك ليستفيد منها غيرك، و ذلك بالنقر على زر
المشاركة عبر الفيسبوك او مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى