دروس تاريخ سنة خامسة ابتدائي (الدرس 13) - القيروان مركز إشعاع حضاري في عهد الأغالبة

 

درس القيروان مركز إشعاع حضاري في عهد الأغالبة

 

1-   القيروان مركز إشعاع اقتصادي:

 

تأسست الدولة الأغلبية في سنة 184 هـ وأخذت اسمها من مؤسسها إبراهيم بن الأغلب، وقد اختيرت القيروان كعاصمة لها بسبب قربها من الساحل وتربتها الغنية التي دفعت سكانها نحو النشاط الزراعي وخاصة زراعة الحبوب.

لم يقتصر النمو الاقتصادي في تلك الفترة على الزراعة فقد ازدهرت أيضا الصناعات والتجارة. تأسست الأسواق التي تُصنع فيها الأقمشة والزرابي والأدوات النحاسية. بذلك أصبحت القيروان واحدة من أبرز مدن المغرب، مركزًا تجاريًا مزدهرًا وثريًا، مع أفضل الأماكن للسكن وأكثرها نشاطًا تجاريًا. ظهر الدينار كعملة جديدة، حيث كان منقوشًا عليه "غلب محمد رسول الله أعداء الله" أو "لا إله إلا الله وحده لا شريك له".

2-    القيروان مركز إشعاع عمراني في عهد الأغالبة :

 

أصبحت القيروان خلال هذه الفترة معلماً بارزاً لزخارفها الفنية وتطورها العمراني، ويُعتبر "جامع عقبة بن نافع" من أعظم الآثار المعمارية التي اشتهرت بها المنطقة، حيث تم تشييد محرابه باستخدام الرخام الأبيض المزخرف.

يضم الجامع ما يقارب 414 عمودًا و17 بلاطة، ويبلغ طوله 210 ذراعًا مع عرض يبلغ 150 ذراعًا. وقد تمت إضافة طول إضافي للبلاطات أثناء عهد إبراهيم بن الأغلب، وتم تشييد القبة المعروفة الموجودة في باب البهو.

3-    القيروان مركز إشعاع ثقافي في عهد الأغالبة : 

ركز الأغالبة بشكل كبير على العلوم والثقافة، وأحد الأدلة الرئيسية على ذلك كان إنشاء بيت الحكمة الأغلبي، الذي كان يُشبه بيت الحكمة العباسي في بغداد. هذا البيت يُعتبر أول جامعة علمية وثقافية في إفريقيا حيث كانت تُدرَّس فيه الفلسفة والطب وعلوم الفلك وتقويم البلدان. وقد كانت هذه الجامعة السبب في نشأة النواة الأساسية للمدرسة الطبية المشهورة في تاريخ العلوم، ومنها نشأت حركة الكتابة والتعليم في مجال الطب وانتقلت كتبها ونتائج أبحاثها إلى جنوب إيطاليا.

انتشرت العلوم والثقافة بشكل واسع في القيروان آنذاك، وظهر عدد من العلماء البارزين الذين أصبحت شهرتهم معروفة في أنحاء العالم. من بين هؤلاء العلماء:

الإمام سحنون أو أبو سعيد سحنون، الذي كان من أبرز علماء المالكية. وقد ألّف كتاب "المدوّنة" الذي جمع فيه آراء مالك بن أنس ومبادئ المذهب المالكي.

إبراهيم بن أحمد الشيباني الذي كان مميزاً في الرياضيات، وكان له دور كبير في إدخال علوم الطب والكيمياء والفلسفة إلى شمال إفريقيا وتعليمها في بيت الحكمة.

 

 

تحميل درس القيروان مركز إشعاع حضاري في عهد الأغالبة

 

;

تعليقك أسفل الصفحة على موقع مسار التميز- سواء كان تقديرًا أو انتقادًا - يسعدنا كثيراً، ونرجو مساهمتك في نشر المواضيع التي تراها مفيدة لك ليستفيد منها غيرك، و ذلك بالنقر على زر المشاركة عبر الفيسبوك او مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى